صلاة الضحى والاستخارة والشفع والوتر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمع كثيرا عن صلاة الضحى والشفع والوتر أما عن صلاة الشفع والوتر فبعد صلاة العشاء اصلي ركعتين السنة ثم ركعتين الشفع واسلم ثم اصلي ركعة الوتر واسلم وأحيانا إذا أردت أن أقوم الليل اصلي الشفع والوتر بعد القيام هل هذه الركعات صحيحة؟ وهل يوجد أدعية خاصة بعد الوتر ؟ وماذا عن صلاة الضحى متى وقتها وهل لها شيء خصوصي يقال بها وصلاة الاستخارة كيف نؤديها ومتى يقال دعائها؟ ووفقكم الله و أتأسف على الإطالة .
***
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بارك الله فيك على حرصك على هذه الصلوات ، وزادك الله حرصاً وقرباً منه سبحانه ..
وهذه الإجابات على استفساراتك :
أولاً : صلاة الوتر
كان عليه الصلاة والسلام لا يدعها في حضر ولا سفر، وهذا دليل واضح على أهميتها وفضلها ، وهذه بعض أحكامها :
1) حكمها : صلاة الوتر من السنن المؤكدة الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة منها :
* عن علي رضي الله عنه قال : الوتر ليس بحتم كالصلاة المكتوبة ولكن سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن ) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن .
* وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أوتروا قبل أن تصبحوا ) رواه مسلم .
2) وقتها : أجمع العلماء على أن وقت الوتر لا يدخل إلا بعد العشاء ، وأنه يمتد إلى الفجر .
فعن أبي بصرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله زادكم صلاة فصلوها بين العشاء والفجر ) رواه أحمد.
وأفضل وقتها أخر الليل لمن علم أنه سوف يستيقظ ، قال عليه الصلاة والسلام : ( من خاف أن لا يقوم آخر الليل ، فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل ) أخرجه مسلم.
3) عدد ركعاتها : ليس للوتر حد أعلى ، وأقلها ركعة واحدة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الوتر ركعة من آخر الليل ) رواه مسلم
ولا يكره الوتر بركعة واحدة كما يظن البعض لقوله عليه الصلاة والسلام : ( ومن أحب أن يوتر بواحدة، فليفعل ) أخرجه أبو داود .
وأفضل الوتر إحدى عشرة ركعة يصليها مثنى مثنى ويوتر بواحدة لحديث عائشة رضي الله عنها :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة ) أخرجه مسلم .
ويصح أكثر من ثلاث عشرة ركعة ولكن يختمهن بوتر
كما جاء في حديث البخاري : ( صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح أوتر بواحدة )
ويجوز أن يصليها متصلة كلها سواء أربع ركعات أو ثمان أو عشر ، ثم يجلس للتشهد ويسلم
فعن أم سلمة قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع وخمس لا يفصل بينهن بسلام ولا كلام ) رواه النسائي وابن ماجة وأحمد .
4) القنوت في الوتر : يسن القنوت فيها ؛ فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال:
( علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر:
اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت ) أخرجه أبو داود.
5) الدعاء بعده : يسنُّ للموتر أن يَقول عقِب صلاتِه : ( سبحانَ الملِك القدُّوس ) ثلاثاً. رواه أبو داود .
هذه بعض أحكام صلاة الوتر ، وما تقوم به حضرتك ، صحيح والحمد لله .
ثانياً : صلاة الضحى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حافظ على شفعة الضحى غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل **د البحر ) . رواه ابن ماجه
وقال صلى الله عليه وسلم: ( يصبح على كلِّ سُلامى من أحدكم صدقة، فكلُّ تسبيحةٍ صدقة، وكلُّ تحميدةٍ صدقة، وكلُّ تهليلةٍ صدقة، وكلُّ تكبيرةٍ صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك، ركعتان يركعهما من الضحى ) رواه مسلم
ويقول الإمام الغزالي في المواظبة عليها : " إنَّما هي من عزائم الأفعال وفواضلها " .
1) حكمها : سنة مؤكدة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال : ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام ) .
2) عدد ركعاتها : صلاها النبي صلى الله عليه وسلم على عدة هيئات ، تارة ركعتين كما في الحديث السابق ، وتارة أربعا
فعن عائشة رضي الله عنها فإنها ذكرت أنه صلى الله عليه وسلم ( كان يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله سبحانه ) رواه مسلم ، وتارة ثمان
ففي الصحيحين أيضا عن أم هانئ رضي الله عنها : أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم ( صلى يوم فتح مكة الضحى ثمان ركعات )
والأمر فيه سعة والحمد لله ، فأقل عدد ركعتها اثنان وأكثرها على سعة المسلم ، وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .
3) وقتها : يبتدئ من ارتفاع الشمس بعد طلوعها قدر رمح ، ويمتد إلى قبيل الزوال ، والأفضل أن تصلى إذا اشتد حر الشمس؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين : ( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ) أي حين تتعب صغار الإبل من شدَّة الحر. ولم يرد شيء مخصوص يقال بها .
ثالثاً : صلاة الاستخارة
هي صلاة الان**ار والتسليم التام بين يدي الله حال اضطراب المسلم في شأن من شئونه ، فيلجأ إلى الله تعالى ، مستسلما ذليلا ، يطلب الهدى والتوفيق والرشاد ، حتى كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعلمها للصحابة كثيرا ، كمثل تعليمه لهم القرآن الكريم ؛ فإن العبد في هذه الدنيا تمر به محن وإحن ، ويحتاج إذا وقف على مفترق الطرق أن يلجأ إلى ربه ويفوض إليه أمره ، ويسأله الدلالة على الخير . وهي من أعظم العبادات حال تشتت الذهن ونزول الحيرة بالإنسان ..
1) أصل مشروعيتها :
عن جابر – رضي الله عنه – قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن :
( إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال : في عاجل أمري وآجله – فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال : في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدُر لي الخير حيث كان ، ثم رَضِّني به ، ويسمي حاجته ) رواه البخاري .
2) وقت الدعاء فيها :
هل يقوله المسلم في السجود ؟ أم قبل السلام وبعد التشهد ، أم بعد السلام ؟
كل هذه الهيئات جائزة والحمد لله ، ورجح ابن تيمية أن الأولى بعد التشهد وقبل السلام ، ومن قال الدعاء بعد السلام فلا حرج من رفع يديه وهو يدعو .
جعلك الله من عباده الصالحين ، و وفقك وسدد دربك للمعالي ، ولا تنس أن تخرج من كنانة قلبك الطاهر سهماً ، بدعوة لنا بين يدي الله تعالى .